الأحد، 5 يناير 2014

الإعداد الخططي

 الإعداد الخططي
     الإعداد الخططي يعني " تعلم وإتقان تفاصيل المعارف والتعليمات والتحركات والمناورات التي يمكن استخدامها طبقاً لطبيعة متطلبات المنافسة لتحقيق أهداف التنافس في إطار قواعد الرياضة " .                                                       ( حماد ، 2001 ، 221 )
     كما ويعني الإعداد الخططي إكساب اللاعبين القدرة على أداء خطط اللعب المختلفة ، وكذلك المعلومات والمعارف المتصلة بها بالقدر الكافي والذي يمكنهم من حسن التصرف في مختلف المواقف المتعددة والمتغيرة خلال المباريات .                 ( محمد ، 1994 ، 29 )
     ويهدف الإعداد الخططي إلى إكساب اللاعب لكثير من المعلومات والمعارف الخططية المتعلقة بطبيعة النشاط وزيادة القدرة على التفكير واتخاذ القرار المناسب لتنفيذ المهارات المختلفة بما يتناسب مع الموقف سواء كان ذلك في شكل فردي أو جماعي.( البساطي ، 1998 ، 26 )

 أهمية الإعداد الخططي
     يختلف الإعداد الخططي من حيث أهميته باختلاف نوع الرياضة طبقاً لطبيعة التنافس فيها ، وفيما يلي نقسم الرياضات طبقاً لدرجة حاجتها للإعداد الخططي :
أ‌-      رياضات ذات حاجة كبيرة للإعداد الخططي :
·     وهي تلك الرياضات التي تتميز إما بكبر عدد المتنافسين فيها أو بالمواجهة الفردية ،من أمثلتها كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والهوكي والكرة الطائرة وألعاب المضرب الزوجية .
·     ومن أمثلة الرياضات التي تتطلب المواجهة الفردية ، الملاكمة والمصارعة والسلاح والجودو والكاراتيه وألعاب المضرب الفردية والدراجات .
ب‌-    رياضات ذات حاجة قليلة للإعداد الخططي :
·     هي تلك الرياضات التي ينعدم خلالها الاحتكاك المباشر أو تبادل الأداة ، ومن أمثلة هذه الرياضات الجري والسباحة والجمباز والغطس .
( حماد ، 2001 ، 221 )






 الإعداد الخططي في كرة اليد
     تتطلب الأداءات الفنية في كرة اليد إستراتيجيات وآليات لعب خاصة يتم من خلالها استخدام القدرات والإمكانات التي يمتلكها لاعبو الفريق لإحراز الهدف والفوز بنتيجة المباراة ، وذلك باستخدام اللاعبين التحركات وتكوينات متعددة سواء بالكرة أو بدون كرة ، وقد تكون متتالية أو متزامنة من خلال تشكيلات يتخذها الفريق للسيطرة على مجريات اللعب والتغلب على الفريق المنافس في إطار قانون اللعبة ويطلق على هذه الإستراتيجيات أو الآليات مصطلح خطط اللعب : فهي مجموعة من العمليات المتكاملة التي تقوم على تحقيق الترابط والتماسك بين الوحدات التي يتكون منها الفريق  عندما يتنافس مع الفريق الآخر .(أبو زيد والشافعي ، 2007 ، 103 )

ويقسم الإعداد الخططي في كرة اليد إلى :
1 الإعداد الخططي الدفاعي :
     إن الدفاع الناجح والصحيح  في كرة اليد هو أحد الركائز الأساسية المكملة لنجاح الفريق ، ولا يقل في أهميته ، إن لم يكن يفوقه أهمية ، إذ أن الفريق الذي يحسن الدفاع واقتناص الكرة يستطيع الهجوم بثبات وسرعة ، بحيث يفوت على الفريق الخصم فرصة العودة السريعة وتنظيم صفوفه ، ويعد الفريق في حالة دفاع في اللحظة التي يفقد فيها الفريق السيطرة على الكرة ، لذا فإن الهدف الرئيسي للدفاع هو منع الخصم من إصابة الهدف ، وكذلك العمل على قطع الكرة وإعادة السيطرة عليها .                                      ( الخياط وغزال ، 1988 ، 93 )
2 الإعداد الخططي الهجومي :
     يعد الهجوم في كرة اليد أحد جانبي الإعداد الخططي الذي يشمل الدفاع والهجوم ، والذي يبدأ من لحظة استحواذ الفريق على الكرة أثناء المباراة ، والذي يهدف التغلب على دفاع المنافس من خلال قدرة اللاعبين على اقتحام المواقع الدفاعية للمنافس ، باستخدام الأسلوب المناسب والمهارات المختلفة لكرة اليد لتسجيل أكبر عدد من الأهداف ، وذلك باستغلال ضعف الدفاع أو فتح الثغرات نتيجة عمل المهاجمين ، أي أنها الوسيلة التي يستطيع الفريق عن طريقها تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرمى الفريق المنافس .       ( الخياط والحيالي ، 2001 ، 187 )
 المعرفة الخططية
     يقصد بالمعارف أو المعلومات كل من الهدف من الخطة وكيفية أدائها والتحرك فيها والظروف المحيطة بها وتوقيت أدائها والأماكن المفضل تنفيذها فيها وفي أي مرحلة من مراحل الهجوم أو الدفاع تنفذ وقواعد التنافس القانونية . والمعارف والمعلومات المرتبطة بالأداء الخططي تقدم للاعب كافة التصورات لتنفيذها وما يجب فعله في كل جزء من أجزائها ، وتسهم في زيادة المقدرة على تحليل الموقف .                              ( حماد ، 2001 ، 226 )
     إن تنفيذ أي خطة لتحقيق الهدف المطلوب لا تتم إلا بعد دراسة المنافس بصورة جيدة من ناحية ذكائه وحصحصة إمكانية إتقانه للأداء ومدى الرد على أنواع الهجوم ومعرفة نواحي القوة والضعف لديه ومن خلال تلك المعلومات يستطيع المهاجم وضع خطة مناسبة للهجوم لكي يضمن النجاح في الوصول إلى الهدف .                                  
     كما يجب أن تكون لديه القدرة على تغيير هذه الخطط بسرعة وبقدر كبير من التصرف الجيد المناسب لتغيير مواقف خصمه الهجومية والدفاعية بحيث يستطيع أن يفهم نواياه وطرق تفكيره ويقابلها برد يلغي هذه الأفكار والنوايا وهذا كله مرتبط بالمدة الزمنية للأداء الذي يفترض أن يكون سريعا.
     كما أن خطط اللعب تأوي العديد من الأساليب والوسائل التي تلزم اللاعب أن يستخدم ذكاءه وتفكيره في خطط الدفاع والهجوم ، وفي كل تصرفاته داخل الملعب ، والأخذ بنظر الاعتبار مكامن القوة والضعف للفريق المنافس .
كما ويجب أن تنال هذه المرحلة قدرها الذي يجسد أهميتها . وأن استخدام وسائل الإيضاح من نماذج مصغرة للملاعب وأجهزة العرض مثل الفيديو والشفافيات الملونة والشرائح والرسومات واللوحات كلها عوامل تساهم في ترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى للاعبين / اللاعبات.
ومن الأهمية أن تتاح فرصة للمناقشة وتبادل وجهات النظر بين المدرب واللاعبين / اللاعبات حتى يكتسبوا المعارف والمعلومات عن اقتناع ودون لبس فيها .     ( حماد ، 2001 ، 226 )

     من كل ذلك نتيقن بأن لخطط اللعب أهمية مميزة ، إذ تلعب دوراً حاسماً في تطور اللعب ذهنياً وفي سرعة اتخاذ القرار واستخدام كل ما لديه من قدرات وإمكانيات وخبرات خلال مواقف اللعب واحتمالاته بتصرفات خططية هادفة قد تدرب عليها وعرفها ضمن الخطة العامة للفريق .

 اكتساب المعارف الخططية :
تظهر أهمية اكتساب اللاعب المعارف والمعلومات الخططية في تمكين اللاعب من حسن تحليل مواقف اللعب المختلفة واختيار أنسب الحلول لمجابهة مثل هذه المواقف وبالتالي الإسراع في الأداء والتنفيذ .
كما أن تشكيل الخبرات المختلفة للاعب والتي يطلق عليها خبرة المباريات تتأسس على هذه المعارف النظرية .
وحسب رأي شوتكا Choutka يمكن اكتساب المعارف والمعلومات الخططية باستخدام التدرج التعليمي التالي :
المرحلة الأولى : شرح قواعد وقوانين اللعب الأساسية .
المرحلة الثانية : وصف طريقة اللعب مع شرح مراكز اللاعبين وواجبات كل منهم .
المرحلة الثالثة : تحليل كل مرحلة من مراحل اللعب وتوجيه النظر إلى أهم الأخطاء التي يحتمل حدوثها أو التي حدثت بالفعل .
المرحلة الرابعة : معالجة بعض المواقف الخططية التي تختلف في درجة صعوبتها ووضع أنسب الحلول لها مع توجيه النظر لأهم الأخطاء الشائعة .
( البشتاوي والخواجا ، 2010 ، 221-222 )
     ويجب على المدرب أن يكون على بصيرةٍ من أن الذي يحدد مدى اكتساب اللاعب لهذه المعارف والمعلومات هي قدرته على الأداء العملي الذي يسهم في ربط التصورات السمعية والبصرية التي اكتسبها اللاعب بالتصورات الحركية إذ أن الأداء العملي ما هو إلا تطبيق للمعارف والمعلومات المكتسبة.


إستراتيجية التدريس بالخطوات

 إستراتيجية التدريس بالخطوات
     حتى نحسن التعليم والتدريس لابد من الاجتهاد والبحث عن أفضل الطرائق والأساليب والإستراتيجيات التي تتناسب وطلبتنا في البيئة العربية وتراعي ما بينهم من فروق فردية ، آخذين بعين الاعتبار بأن الموقف الصحي نظام متكامل ومتفاعل ، وهذا الموقف هو نظام رباعي يتكون من الأهداف التعليمية ، والمحتوى التعليمي ، والأنشطة التعليمية التعلمية والتقويم ، كما أن هناك اتجاهاً نحو جعل كل الأنشطة تعلمية بدلا من تعليمية ، ويتحقق كل هذا إذا ما نُظِم تعلم الطلبة بالخطوات شريطة أن تكون كل الخطوات تعلمية عدا الخطوة الأخيرة فتكون تعليمية.
     إن تنظيم التدريس بالخطوات متوافر في كل طرائق التدريس ، وهذه الخطوات متوافرة في أنماط أو نماذج التعليم وفي استراتيجياته وتقنياته ، لكن هذه الخطوات تأخذ أشكالاً مختلفة باختلاف المواد الدراسية ، وباختلاف الصفوف وباختلاف الفلسفة التربوية ، ولكن الخطوات التي نحن بصددها تصلح لكل الصفوف ولكل المواد ، وتنظيم التعليم بواسطتها يصبح تعلماً ، وتوظف فيها جميع مصادر التعلم ، وتستغل الوقت استغلالاً حثيثاً .
( الحيلة ، 2001 ، 201 )
     يذكر الحيلة بأن تنظيم التدريس بالخطوات يتم بناء على الأهداف وموضع الدرس ومستوى نمو الطلبة ، ولذا يتوقع من المعلم أن يستخدم عدة نشاطات في الدرس الواحد بما يتلاءم مع طبيعة كل قسم من أقسامه وكل هدف من أهدافه ، بحيث يعرف المعلم سلفاً متى يستخدم كل نشاط وكيف يستخدمه.                                           ( الحيلة ، 2001 ، 202 )
     وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة حرص المعلم على أن تكون هذه النشاطات واقعية وعملية تأخذ في الاعتبار نشاطات تهيئة الطلاب للدرس وتنظيم نشاطات التطبيق ، والتفكير ، بما يتفق مع طبيعة الدرس وأسلوب التفكير فيها ، وفي الوقت نفسه يجتبي المعلم النشاطات التعلمية وينظمها في خطوات وفقاً لأقسام الدرس مع مراعاة مناسبتها لقدرات الطلبة وإشراكهم فيه لضمان زيادة حيوية التفاعل الصفي ، ولاسيما إذا عرضت بطريقة مشوقة ، وحافظت على التوازن بين النشاطات الفكرية والعملية ، وربطت الخبرات الجديدة بالخبرات السابقة وتكملها معاً ، وأدى إلى تنمية مهارات عقلية وعملية لدى الطلبة ، كما يحدد المعلم الوسائل التعليمية التعلمية اللازمة ، ومن ثم يفصل طريقة استخدام كل منها ومتى تستخدم .
     وبذلك فإن تنظيم التدريس بالخطوات يعتمد على مجموعة من الإجراءات التي تعتمد التعلم الذاتي وتوظف مصادر تعليمية متعددة تتناسب وقدرات المتعلمين ، وتحدد الخطوة عادة بزمن محدد ، ولكل درس في التدريس بالخطوات خطة عمل صفية .
   ( الحيلة ، 2001 ، 203 )
 فرضيات تنظيم التدريس بالخطوات :
الفرضية الأولى : التعلم موجه بهدف .
الفرضية الثانية : التعلم هو ربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة .
الفرضية الثالثة : التعلم تنظيم للمعرفة .
الفرضية الرابعة : التعلم إستراتيجي ( أن يكون المعلم على معرفة بالإجراءات والطرق المحددة    واللازمة لتنفيذ مهارة معينة ، وكيفية استعمالها ، والظروف التي يجب أن تستخدم ، ثم مراقبة استخدام المتعلم لهذه الإستراتيجيات ، وإصلاح تعلمه ، ومتابعته )
الفرضية الخامسة : التعلم يتم في مراحل أو خطوات ( التهيئة للتعلم ، المعالجة المباشرة ، ثم التعزيز والتوسع ).
الفرضية السادسة : التعلم يتأثر بالنماء أي مستوى المتعلمين .
 ( الحيلة ومرعي ، 1999 ، 55 )

خطوات الاستراتيجية:

الخطوة الأولى :- القراءة الصامتة (  10 ) دقيقة
     في هذه الخطوة يقرأ الطلاب النص المتعلق بدرس اليوم قراءة صامتة ، ثم يقوم المدرس بطرح الأسئلة التي تتعلق بمحتوى المادة التعليمية المقررة لذلك اليوم ويستقبل الإجابات من الطلبة ويصحح الخاطئ منها .
الخطوة الثانية :- العرض (  10  ) دقائق
     تقسم كل مجموعة إلى لجان تضم كل لجنة طالبين يعرضان مخطط لنموذج خططي قاما بإعداده قبل الدرس ويعرضانه على السبورة المغناطيسية أمام الطلبة ثم تجرى مناقشة حول آلية العمل وفق هذه النماذج التي تم عرضها للتداول فيها والوصول إلى النموذج الأمثل الذي تتفق عليه كل اللجان والذي سيكون بدوره النموذج الرسمي الذي سيطبق في الخطوة التالية .
الخطوة الثالثة :- التطبيق (  15  ) دقيقة
     بعد التوصل إلى النموذج الخططي من قبل الطلاب تبدأ عملية تطبيق هذا النموذج من قبل جميع الطلاب ، ويكون دور المدرس هو التوجيه في بداية الخطوة ونهايتها مع مراعاة عدم التدخل حتى وإن كان التطبيق لا يجري بصورة صحيحة .
الخطوة الرابعة :- المناقشة (  10  ) دقائق
     هذه الخطوة تتضمن عملية مناقشة الأمور التي ظهرت في التطبيق الأول من إيجابيات وسلبيات وكيفية التطبيق ، ومناقشة إمكانية الوصول إلى الأسلوب الأمثل في التطبيق ، وتجاوز العيوب التي ظهرت في التطبيق الأول .
الخطوة الخامسة :- التطبيق (   15  ) دقيقة
بعد مناقشة الإيجابيات والسلبيات في التطبيق السابق ، يبدأ التطبيق الثاني ويكون على شكل مباراة بين الطلاب بعد تقسيمهم إلى فرق ، وهذا واجب المدرس والذي قلنا أنه يحق له التدخل في بداية الخطوة ونهايتها .
الخطوة السادسة :- الأسئلة التقويمية (   5  ) دقائق
     لغرض كسب الوقت والسماح لكل الطلاب في الإجابة على الأسئلة التقويمية والتي من شأنها أن تدل المدرس على مدى التقدم الذي حققه الطلاب وعلى الفروق الفردية في هذا التقدم ، قام المدرس بإعداد أسئلة مطبوعة سلفاً ، مع مراعاة أن تناسبها في إجابتها مع الوقت المحدد لهذه الخطوة .
الخطوة السابعة :- الغلق والتعيينات (  5   ) دقائق
     في هذه الخطوة يقوم المدرس بتعيين المادة التعليمية للدرس القادم وتوزيع دليل الطالب لهذه المادة التعليمية ، وبعدها تتم عملية الغلق .
     تضمنت إستراتيجية التدريس بالخطوات خطوات سبع شملت هذه الخطوات مبادئ الإستراتيجية ، وتم تطبيق الإستراتيجية على طلاب المجموعة التجريبية ، وقام الباحث بإعداد دليل الطالب للمادة التعليمية والذي احتوى على مخططات ورسومات توضح المادة التعليمية وتساعد الطالب على الفهم والتصور لكيفية العمل الخططي للعبة كرة اليد ، كما وتضمن دليل الطالب على ملحق مكون من قرص مدمج يحوي مواقف حية مصورة للعب من مباريات كرة اليد وقد اختار الباحث لقطات من بطولة العالم بكرة اليد التي أقيمت في السويد ( 2011 ) ، وقد تم اختيار المواقف الخططية لكل موضوع من مواضيع المادة التعليمية ، وتم توزيع هذه الأقراص المدمجة على الطلاب منذ المحاضرة الأولى ، وقد حرص الباحث على تسجيل هذه الأقراص بوسائط تشغيل متعددة لتسهل على الطالب تشغيلها بكافة وسائط التشغيل الممكنة .