الإعداد الخططي
الإعداد الخططي
يعني " تعلم وإتقان تفاصيل المعارف والتعليمات والتحركات والمناورات التي
يمكن استخدامها طبقاً لطبيعة متطلبات المنافسة لتحقيق أهداف التنافس في إطار قواعد
الرياضة " . ( حماد ، 2001 ، 221 )
كما ويعني
الإعداد الخططي إكساب اللاعبين القدرة على أداء خطط اللعب المختلفة ، وكذلك
المعلومات والمعارف المتصلة بها بالقدر الكافي والذي يمكنهم من حسن التصرف في
مختلف المواقف المتعددة والمتغيرة خلال المباريات . ( محمد ، 1994 ، 29 )
ويهدف
الإعداد الخططي إلى إكساب اللاعب لكثير من المعلومات والمعارف الخططية المتعلقة
بطبيعة النشاط وزيادة القدرة على التفكير واتخاذ القرار المناسب لتنفيذ المهارات
المختلفة بما يتناسب مع الموقف سواء كان ذلك في شكل فردي أو جماعي.( البساطي ،
1998 ، 26 )
أهمية الإعداد الخططي
يختلف
الإعداد الخططي من حيث أهميته باختلاف نوع الرياضة طبقاً لطبيعة التنافس فيها ،
وفيما يلي نقسم الرياضات طبقاً لدرجة حاجتها للإعداد الخططي :
أ-
رياضات ذات حاجة كبيرة للإعداد الخططي :
· وهي تلك
الرياضات التي تتميز إما بكبر عدد المتنافسين فيها أو بالمواجهة الفردية ،من
أمثلتها كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والهوكي والكرة الطائرة وألعاب المضرب
الزوجية .
· ومن أمثلة
الرياضات التي تتطلب المواجهة الفردية ، الملاكمة والمصارعة والسلاح والجودو
والكاراتيه وألعاب المضرب الفردية والدراجات .
ب-
رياضات ذات حاجة قليلة للإعداد الخططي :
· هي تلك
الرياضات التي ينعدم خلالها الاحتكاك المباشر أو تبادل الأداة ، ومن أمثلة هذه
الرياضات الجري والسباحة والجمباز والغطس .
( حماد ،
2001 ، 221 )
الإعداد الخططي في كرة اليد
تتطلب الأداءات
الفنية في كرة اليد إستراتيجيات وآليات لعب خاصة يتم من خلالها استخدام القدرات
والإمكانات التي يمتلكها لاعبو الفريق لإحراز الهدف والفوز بنتيجة المباراة ، وذلك
باستخدام اللاعبين التحركات وتكوينات متعددة سواء بالكرة أو بدون كرة ، وقد تكون
متتالية أو متزامنة من خلال تشكيلات يتخذها الفريق للسيطرة على مجريات اللعب
والتغلب على الفريق المنافس في إطار قانون اللعبة ويطلق على هذه الإستراتيجيات أو
الآليات مصطلح خطط اللعب : فهي مجموعة من العمليات المتكاملة التي تقوم على تحقيق
الترابط والتماسك بين الوحدات التي يتكون منها الفريق عندما يتنافس مع الفريق الآخر .(أبو زيد
والشافعي ، 2007 ، 103 )
ويقسم الإعداد الخططي في كرة اليد إلى :
1 الإعداد الخططي الدفاعي :
إن الدفاع الناجح والصحيح في كرة اليد هو أحد الركائز الأساسية المكملة
لنجاح الفريق ، ولا يقل في أهميته ، إن لم يكن يفوقه أهمية ، إذ أن الفريق الذي
يحسن الدفاع واقتناص الكرة يستطيع الهجوم بثبات وسرعة ، بحيث يفوت على الفريق
الخصم فرصة العودة السريعة وتنظيم صفوفه ، ويعد الفريق في حالة دفاع في اللحظة
التي يفقد فيها الفريق السيطرة على الكرة ، لذا فإن الهدف الرئيسي للدفاع هو منع
الخصم من إصابة الهدف ، وكذلك العمل على قطع الكرة وإعادة السيطرة عليها . ( الخياط وغزال ، 1988 ، 93 )
2 الإعداد الخططي الهجومي :
يعد الهجوم في
كرة اليد أحد جانبي الإعداد الخططي الذي يشمل الدفاع والهجوم ، والذي يبدأ من لحظة
استحواذ الفريق على الكرة أثناء المباراة ، والذي يهدف التغلب على دفاع المنافس من
خلال قدرة اللاعبين على اقتحام المواقع الدفاعية للمنافس ، باستخدام الأسلوب
المناسب والمهارات المختلفة لكرة اليد لتسجيل أكبر عدد من الأهداف ، وذلك باستغلال
ضعف الدفاع أو فتح الثغرات نتيجة عمل المهاجمين ، أي أنها الوسيلة التي يستطيع
الفريق عن طريقها تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرمى الفريق المنافس . (
الخياط والحيالي ، 2001 ، 187 )
المعرفة الخططية
يقصد بالمعارف أو المعلومات كل من الهدف من
الخطة وكيفية أدائها والتحرك فيها والظروف المحيطة بها وتوقيت أدائها والأماكن
المفضل تنفيذها فيها وفي أي مرحلة من مراحل الهجوم أو الدفاع تنفذ وقواعد التنافس
القانونية . والمعارف والمعلومات المرتبطة بالأداء الخططي تقدم للاعب كافة
التصورات لتنفيذها وما يجب فعله في كل جزء من أجزائها ، وتسهم في زيادة المقدرة
على تحليل الموقف . ( حماد ، 2001 ، 226 )
إن تنفيذ أي خطة لتحقيق الهدف المطلوب لا تتم إلا بعد دراسة المنافس بصورة جيدة من ناحية ذكائه وحصحصة إمكانية إتقانه للأداء ومدى الرد على أنواع الهجوم ومعرفة نواحي القوة والضعف لديه ومن خلال تلك المعلومات يستطيع المهاجم وضع خطة مناسبة للهجوم لكي يضمن النجاح في الوصول إلى الهدف .
كما يجب أن تكون لديه القدرة على تغيير هذه الخطط بسرعة وبقدر كبير من التصرف الجيد المناسب لتغيير مواقف خصمه الهجومية والدفاعية بحيث يستطيع أن يفهم نواياه وطرق تفكيره ويقابلها برد يلغي هذه الأفكار والنوايا وهذا كله مرتبط بالمدة الزمنية للأداء الذي يفترض أن يكون سريعا.
كما أن خطط
اللعب تأوي العديد من الأساليب والوسائل التي تلزم اللاعب أن يستخدم ذكاءه وتفكيره
في خطط الدفاع والهجوم ، وفي كل تصرفاته داخل الملعب ، والأخذ بنظر الاعتبار مكامن
القوة والضعف للفريق المنافس .
كما
ويجب أن تنال هذه المرحلة قدرها الذي يجسد أهميتها . وأن استخدام وسائل الإيضاح من
نماذج مصغرة للملاعب وأجهزة العرض مثل الفيديو والشفافيات الملونة والشرائح
والرسومات واللوحات كلها عوامل تساهم في ترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى
للاعبين / اللاعبات.
ومن
الأهمية أن تتاح فرصة للمناقشة وتبادل وجهات النظر بين المدرب واللاعبين /
اللاعبات حتى يكتسبوا المعارف والمعلومات عن اقتناع ودون لبس فيها . ( حماد ، 2001 ، 226 )
من كل ذلك
نتيقن بأن لخطط اللعب أهمية مميزة ، إذ تلعب دوراً حاسماً في تطور اللعب ذهنياً
وفي سرعة اتخاذ القرار واستخدام كل ما لديه من قدرات وإمكانيات وخبرات خلال مواقف
اللعب واحتمالاته بتصرفات خططية هادفة قد تدرب عليها وعرفها ضمن الخطة العامة
للفريق .
اكتساب المعارف الخططية :
تظهر
أهمية اكتساب اللاعب المعارف والمعلومات الخططية في تمكين اللاعب من حسن تحليل
مواقف اللعب المختلفة واختيار أنسب الحلول لمجابهة مثل هذه المواقف وبالتالي
الإسراع في الأداء والتنفيذ .
كما
أن تشكيل الخبرات المختلفة للاعب والتي يطلق عليها خبرة المباريات تتأسس على هذه
المعارف النظرية .
وحسب
رأي شوتكا Choutka يمكن اكتساب المعارف
والمعلومات الخططية باستخدام التدرج التعليمي التالي :
المرحلة الأولى : شرح قواعد وقوانين اللعب الأساسية .
المرحلة الثانية : وصف طريقة اللعب مع شرح مراكز اللاعبين وواجبات كل منهم
.
المرحلة الثالثة : تحليل كل مرحلة من مراحل اللعب وتوجيه النظر إلى أهم
الأخطاء التي يحتمل حدوثها أو التي حدثت
بالفعل .
المرحلة
الرابعة : معالجة بعض المواقف الخططية التي تختلف
في درجة صعوبتها ووضع أنسب الحلول لها مع توجيه النظر لأهم الأخطاء الشائعة .
(
البشتاوي والخواجا ، 2010 ، 221-222 )
ويجب على المدرب أن يكون على بصيرةٍ من أن
الذي يحدد مدى اكتساب اللاعب لهذه المعارف والمعلومات هي قدرته على الأداء العملي
الذي يسهم في ربط التصورات السمعية والبصرية التي اكتسبها اللاعب بالتصورات
الحركية إذ أن الأداء العملي ما هو إلا تطبيق للمعارف والمعلومات المكتسبة.

